ورد و حرب

من سوريا ورد و حرب ...... لكن يظل الجمال طاغي على كل شيء
من هذه الورود نخجل نحن 'العرب' لجميلة سرقت منا ، اغتصبت امام اعيننا ، و لم نحرك ساكننا اكتفينا بالتنديد .... لم و لن استغرب يوما بعد ان باعوا القدس العظيمة و يافا الجميلة لم و لن استغرب منهم ان يبيعوا دمشق العروس
لو اكتفى بني عرب بالصمت فقط كان اهون و اجمل من ان يساندوا هذا الدمار ..... يظنوا البعض ان اسوء ما حدث بسوريا هو القصف الكيان الصهيوني لها .... اليس قتل العربي للعربي اعظم و اتعس من قتل الصيوني للعربي
ان صمت العرب و دعمهم للحرب و مساندتها بالاستغلال الدين و الشريعة يؤلم اكثر من قنابل و صواريخ بني صهيون
و المصهينين العرب مكروهين اكثر من بني صهيون الاصليين
لان الذي يؤلم حقا هو انتمائهم لنا ... هو اغنية 'بلاد العرب اوطاني' ..... الذي يؤلم اكثر هو مايجمعنا بهم .... الذي يؤلم اكثر هو 'نحن اخوة' الذي يؤلم اكثر 'فلسطين ، سوريا ، مصر ، تونس ، 'قطر' ، ...... عرب'
سبب مأساتنا هو هذه الكلمة 'عرب' اصبحنا نكره عروبتنا ... نكره يأسنا .... نكره ضعفنا .... نكره كذبنا ... نكره نفاقنا .... نكره خيانتنا ...... فكم وطن و ارض و دم اضعنا .... كم يد مدت لنا و تركناها و لم نكتفي بذلك فقط بل ساهمنا في قطعها ثم دفناها و مع كل يد كنا ندفن قلوبنا و مستقبلنا معاها
دمشق الجميلة و سكانها الذين جمعتني معهم احلى الايام لم و لن انسى يوما تسكعي في شوارعها العتيقة و كنت كلما مررت بدكان في سوق الحامدية سمعت صوتا يقول ' عسلامة يا توانسة' ، لم و لن انسى يوما مقهى ابو العز الذي تمايل عليه جسدي رقصا و رسمت عليه قدمي لوحة الفرح على انغام الموسيقى التي ارتفعت عند دخولنا فرحا ... كنت على امل دائما بالعودة لها ، كنت و مازلت انتظر دائما ذلك اللقاء الذي سيجمعني بها مرة اخرى
لكن هل تركوا في سوريا شيء جميل ؟ لقد شوهوها بقبحهم ... اصبحت دمشق عروستنا تعيسة و هل سنفرح نحن و العروس تعيسة ؟ لكن سيرحلون و ستعود سوريا ترقص فرحا